وظيفة مجلس الأمن الدولي في ظل آلية الفيتو… حفظ السلم الدولي أم تهديده؟

أنشئت الأمم المتحدة من أجل تجنيب العالم ويلات الحروب التي حصد خلال 100 سنة الأخيرة أزيد من 100 مليون إنسان، ويعد مجلس الأمن الدولي أحد أهم أجهزة المنظمة التي تسهر على حماية وحفظ السلم والأمن الدوليين من خلال منع النزاعات المسلحة وردع أية دولة أو شخص من أشخاص القانون الدولي الأخرى الذي ينوي فقط تهديد السلم والأمن الدوليين.

غير أن آلية النقض أو “الفيتو” التي يتمتع بها الأعضاء الدائمون في المجلس وفقا للمادة 27 من ميثاق الأمم المتحدة؛ تجعل من وظيفته هذه وفي كثير من الأحيان مجرد حبر على ورق، خاصة إذا تعلق الأمر بمسألة أو حالة تتعارض مع المصالح الضيقة للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، كالولايات المتحدة الأمريكية التي تفرط في استخدام “الفيتو” بشكل خطير إلى درجة أن الأمر بات يتعارض مع أهداف ومبادئ الأمم المتحدة.

وتعد القضية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أكبر مثال على ذلك، حيث تعترض الولايات المتحدة الأمريكية على أي قرار أممي من شأنه أن يدين إسرائيل أو يجبرها على إنهاء الحرب أو إدخال المساعدات الإنسانية وغيرها من الإجراءات التي أقرتها محكمة العدل الدولية بتاريخ 26 يناير 2024 باعتبارها أكبر هيئة قضائية دولية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة.

فرغم أن الوضع في فلسطين بصفة عامة أصبح يهدد السلم والأمن الدوليين نتيجة لاتساع الحرب إلى دول إقليمية مجاورة، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تزال تستخدم “الفيتو” لمنع صدور أي قرار يمكن أن يدين حليفتها في المنطقة، وهذا ما بات يقوض السلم والأمن الدوليين إلى درجة احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة…يتبع.